More forecasts: 30 days London weather

التاريخ المبكر للفايكنج في الرحلات العربية

التاريخ المبكر للفايكنج في الاسلام

يعتبر عصر الفايكنج (Vikings) الممتد من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر الميلادي من أبرز فترات تاريخ أوروبا الشمالية. ولقد شَنّ الفايكنج انطلاقا من موطنهم في شبه الجزيرة الإسكندنافية غزوات على السواحل الشمالية والغربية لأوروبا وروسيا، أولا للنهب ولاحقا من أجل الاستيطان والتجارة.

ولقد تعرّف عليهم المسلمون في الأجزاء الغربية والشرقية من العالم الإسلامي، بعد عدة هجمات على سواحل الأندلس والأراضي الإسلامية في أذربيجان وجنوب بحر قزوين. وصفهم الأندلسيون بالأرمنيين المجوس لأنهم كانوا مشركين يَحرقون موتاهم. لذلك اعتقد الأندلسيون أنهم مثل المجوس، أتباع الديانة الزرادشتية. عُرف الاسكندانفيون (Norsmen) القادمون من السويد عبر روسيا في المصادر العربية الشرقية بالرُّوس/ الروسية، والذين زاولوا منذ البداية تجارة مكثفة مع التجار المسلمين، خصوصا في نهر الفولغا، كما يتضح من الدراهم العربية العديدة المكتشفة في أكثر من ألف موقع في جزر البلطيق، وفي شرق السويد وبالقرب من ضفاف النهر في روسيا. كان التجار المسلمون يدفعون الدراهم لشراء الفراء والجلود والعنبر والجواري.

عَرَف الإسكندانفيون الكتابة كما أشار إلى ذلك ابن النديم في المقتطف التالي (كتبه سنة 987م): 

“قال لي من أثق بحكايته أن بعض ملوك جبل القبق أرسله إلى ملك الروسية وزعم أن لهم كتابة على الخشب حفراً وأخرج إلي قطعة خشب بياض عليها نقوش لا أدري أهي كلمات أم حروف مفردات مثال ذلك”.

تحتوي المصادر العربية الأندلسية على العديد من الإشارات إلى الفايكنج التي تشيد بشجاعتهم في المواجهات العسكرية. يذكر ابن القوطية (منتصف القرن العاشر) أن سكان إشبيلية لم يتمكنوا من’ مواجهتهم [الفايكنج] بسبب وحشيتهم وقدراتهم القتالية العالية”. أما ابن حيان، مؤرخ قرطبة (ت. 1076م)، فيصفهم ب”العدو المرعب”. ومن جهة أخرى، يصف ابن سعيد الأندلسي مهارات الفايكنج في الملاحة البحرية قائلا: “اعتاد الناس الذين يعيشون بالقرب من السواحل [الأندلس] على الفرار خوفًا عند سماعهم بقرب وصول الفايكنج الذين قاموا دوما بضرب وأسر أي شخص واجهوه في البحر”.

مصادر تاريخ الفايكنج

هناك عدة روايات، كَتب معظمها رهبان، حول غارات الفايكنج في إنجلترا وإيرلندا وفرنسا، ولكنها متحيزة بشدة ضد الفايكنج الذين نهبوا في كثير من الأحيان الكنائس والأديرة. من ناحية أخرى، تُمجّد ملاحم الفايكنج لمغامراتهم وتُعزز افتخارهم بأنفسهم. لقد أصبحت هذه الملاحم خالدة مثل المعلّقات العربية وحُفظت عن ظهر قلب وأصبحت تُغنّى في التّجمعات، وتَم تدوينها في الأخير.

أدت، في السنوات الأخيرة، الحفريات الأثرية في مواقع تعود للفايكنج مثل يورك ودبلن إلى اكتشاف قطع تظهر أن الفايكنج كانوا من التجار والحرفيين المهرة. وتبين الكمية الهائلة من الدراهم الفضية العربية المكتشفة في الدول الإسكندنافية وروسيا أن الفايكنج زاولوا التجارة على نطاق واسع، مما دفع بالمؤرخين إلى وصفهم “بالتجار وليس الغزاة”.

ومع ذلك، فإن المصادر الأدبية العربية كانت السباقة في التاريخ المبكر للفايكنج، مع اتصافها بالشمول ودقة التوثيق. ومن بين هذه المصادر العربية الأولى بعثة الغزال الأندلسي (845م) إلى بلاط ملك الفايكنج في أيرلندا وبعثة ابن فضلان (2-921م) إلى ملك الصقالبة، بلغار الفولغا (Upper Volga).

بعثة الغزال (845م)

هاجمت مجموعة من الفايكنج الساحل الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية واحتلت إشبيلية لمدة ستة أسابيع (شتنبر- أكتوبر 844م). عُرف الفايكنج في المصادر الأندلسية ب’المجوس” و”بالأرمنيين” نسبة إلى الأصل اللاتيني “Lordomanni” الذي يعني سكان شمال أوروبا. ولكن في نهاية المطاف، طردهم أمير قرطبة عبد الرحمن الثاني وعادوا أدراجهم إلى وطنهم في أيرلندا. يقول ابن عذاري (كتب في عام 1312م):” قُتل الكثير من المجوس وأُحرقت ثلاثون من سفنهم… قَدَّم الأمير عبد الرحمن لمشايخ صنهاجة في طنجة رؤوس زعيم المجوس ومائتين من محاربيه الأشداء”.

أرسل ملك الفايكنج، بعد فترة وجيزة من هزيمته، مبعوث سلام إلى أمير قرطبة، والذي أرسل بدوره بعثة إلى ملك الفايكنج يقودها الشاعر والسفير الأندلسي يحيى الغزال مرفوقا بعالم الفلك يحيى بن حبيب.

إن الرواية الأكثر اكتمالا في المصادر العربية حول بعثة الغزال إلى بلاط الفايكنج هي التي احتفظ بها ابن دحية في كتابه ‘المطرب من أشعار أهل المغرب’ بناءً على رواية لتمام ابن القامه، معاصر للغزال.

يقول ابن دحية أن” الغزال وصل إلى بلاط الملك في جزيرة كبيرة في المحيط الأطلسي… ويوجد فيها عدد كبير من الفايكنج لا يمكن تعداده، وحول الجزيرة توجد جزر أخرى عديدة، كبيرة وصغيرة، كلها مأهولة من طرف الفايكنج”. وفقا لللعذري، عالم أندلسي من القرن الحادي عشر، لم يكن للفايكنج أي موقع غير جزيرة أيرلندا”

ويضيف ابن دحية أن الفايكنج كانوا وثنيين:” ولكنهم يتّبعون الآن الدين المسيحي… باستثناء سكان بعد الجزر المتناثرة، حيث يتمسكون بعقيدتهم القديمة، عبادة النار، وزواج الإخوة والأخوات وأنواع أخرى مختلفة من الرجس”.

يقول ابن دحية إن “الغزال كان لديه جلسات جديرة بالذكر ولقاءات شهيرة معهم عندما جادل علمائهم وأسكتهم وتنافس ضد أبطالهم وتغلب عليهم”

عندما سمعت زوجة ملك الفايكنج، نود (Nod) بالغزال، أرسلت في طلبه حسب رواية لابن دحية. كانت تستخبره عن حياة المسلمين وتاريخهم والأمم المجاورة لهم. لكن بعد تحذير رفاقه من الزيارات المتكررة أصبح الغزال أكثر حيطة واستدعاها فقط بين يوم وآخر. سألته عن السبب وأخبرها بالتحذير الذي تلقاه من رفاقه.  ضحِكت الملكة وأجابته:” لا مكان لمثل هذه الأشياء في ديننا ولا نؤمن بالغيرة. تعيش نسائنا مع الرجال برضاهن، والمرأة تبقى مع زوجها طالما يسعدها فعل ذلك وتتركه عندما لا يرضيها”

كانت بعثة الغزال، حسب علمنا، أول بعثة إسلامية إلى بلاد الفايكنج غير أن الباحثين لم يتفقوا حول الدول التي زارها المبعوث الأندلسي: هل كان موطن الفايكنج في الدانمارك حيث حكم الملك هوريك (King Horik) أم بإيرلندا التي حكم فيها تورجيس (Turgeis) على الفايكينج في النرويج؟. في حين يعتقد ليفي بروفنسال (Évariste Lévi-Provençal) أن رحلة الغزال كانت وجهتا صوب القسطنطينية، العاصمة البيزنطية، سنة 840م

لقد ذهب الغزال فعلا في رحلته الأولى إلى القسطنطينية (840م) بصفته مبعوثا لأمير قرطبة إلى الإمبراطور تيوفيلوس (Theophilus). وقام برحلة ثانية (845م) إلى ملك الفايكنج بإيرلندا بعد أن هاجمت الفايكنج السواحل الغربية لإسبانيا من قاعدتها بإيرلندا.

كانت أيرلندا، منذ بداية القرن التاسع، عرضة  لهجمات الفايكنج القادمين من النرويج تحت قيادة ترجيس (Turgeis) الذي تمكن بحلول سنة 839م من احتلال النصف الشمالي من أيرلندا. استقر الملك في لوخ ري (Loch Ri) بينما استقرت زوجته أوتا (Ota/Ottar) جنوبا في كلونماكنوس (Clonmacnois) حيث توجد كنيسة يُبجلها الايرلنديون بشدة، ومن محرابها كانت أوتا تتكهن بالمستقبل. يبدو أن الغزال اعتاد استدعاء الملكة أوتا إلى الكنيسة التي اتخذتها إقامة لها.

لا تذكر المصادر الاسكندنافية والايرلندية في القرن التاسع شيئا عن وصول سفارة من قرطبة إلى بلاط ملك الفايكنج.

كانت رواية الغزال حول البلد الذي زاره غنية بالمعلومات القيمة رغم إيجازها. إذ تعكس تفاصيلها نمط عيش نساء الفايكنج كما هو موضح في ملاحمهم. إن مشاركة الغزال في المناقشات والمبارزات هي من سمات الفايكنج الذين كان قادتهم مولعون بالجدل والقصص والألغاز. ربما شجع ملك الفايكنج مثل هذه الجدالات بين عالم مسلم بارز كالغزال وشعراء ورجال دين ايرلنديين.

تشير الإحالة المختصرة لأوتا في المصادر الايرلندية أنها اعتادت ممارسة الكهانة والتنجيم. كانت العرّافات (Spae-wives) ينتشرن بين الإسكندنافيين علي مستوى جميع الفئات الاجتماعية.

إن المحادثات التي أجرتها أوتا مع الغزال حول وضع المرأة في مجتمع الفايكنج، حريتها في اختيار الشريك والبقاء معه أو تركه إذا رغبت في ذلك، تتفق مع الموقف السائد آنذاك- بين نساء الطبقة الأرستقراطية على الخصوص- والذي أكدته مصار أخرى مثل رواية إبراهيم الطرطوشي الذي أرسله (عام 965م) الخليفة الأموي في قرطبة، الحكم الثاني، إلى الإمبراطور الألماني أوتو الأول (Otto I). يقول الطرطوشي في حديثه عن منطقة شيلسفيغ (Schleswig) جنوب الدانمارك: “كان الطلاق بيد النساء. تُطلّق المرأة نفسها وقت ما تشاء”.

كانت للبعثة التي أرسلها أمير قرطبة عبد الرحمن الثاني إلى ملك الفايكنج أهدافا سياسية واقتصادية. لقد سعى الأمير إلى الحصول على حليف في حربه ضد الملك الفرنجي، تشارلز الأصلع (Charles the Bald). وفي العقد الأول من القرن التاسع انتزع الفرنجة برشلونة من أيدي المسلمين واندلعت حرب بين الطرفين للسيطرة على كاطالونيا. أتاح ضعف مملكة الفرنجة لمسلمي إسبانيا المجال لغزو جنوب فرنسا حتى محيط ناربون (Narbonne) في عام 843م أي قبل عام من غارة الفايكنج على إشبيلية. كان الأمير عبد الرحمن الثاني يرغب في تأمين تحالف مع ملك الفايكنج ضد الفرنجة. لذلك أبحر أسطول للفاينكج في مارس 834م في نهر السين (Seine) مهاجما باريس لنهبها. إلا أنّ الدافع الاقتصادي هو الأكثر ترجيحا، أي الحصول على الفراء والعبيد عن طريق الفايكنج. يشير حضور مترجمين في بلاط ملك الفايكنج، وفقا لرواية ابن دحية، إلى إمكانية وجود علاقات تجارية قائمة بين مسلمي إسبانيا والفايكنج.

بعثة ابن فضلان (2-921م)

على إثر اعتناق ملك البلغار(شرق موسكو) للإسلام أوائل القرن العاشر طلب إلى الخليفة العباسي في بغداد أن يرسل إليه بعثة من قبله، تفقهه في الدين وتعرفه شرائع الإسلام. طلب أيضا الملك البلغاري عون الخليفة ضد ملك الخزر (الجزء السفلي من نهر الفولغا) الذي صَعَّد من هجماته اتجاه البلغار. قَبِل الخليفة التماس ملك البلغار وأرسل بعثة كان أحد أفرادها أحمد بن فضلان، الذي غادر بغداد في يونيو 921م ووصل وِجهته بعد مرور عام. وقد أُتيحت له فرصة فريدة لرؤية التجار السويديين الذين سمّاهم الروس (روسيا) والوصول إلى ضفة نهر الفولغا حيث زاولوا المقايضة مع التجار المسلمين. 

تعتبر رحلة ابن فضلان مرجعا أساسيا وقيما للباحثين في تاريخ الفايكنج السويديين (Swedish Norsmen) لأنها رواية شاهد عيان عن شعب كانت مصادره التاريخية قليلة. “لا يشهد أي من الفايكنج في أي مكان، أو في مرحلة تاريخية معينة على رواية  أكثر تفصيلا و حيوية  من ابن فضلان…دقتها لا جدال فيها وأهميتها واضحة”

يصف ابن فضلان في روايته هؤلاء الروس من خلال مظهرهم، نظافتهم، أزيائهم، أسلحتهم، مجوهراتهم، معتقداتهم الدينية، الطقوس الجنائزية، إدمانهم على الشراب وعاداتهم التجارية. يصفهم بقوله:”

لقد رأيت الروس قادمين من رحلاتهم التجارية يخيمون على ضفاف نهر اتيل (Atil). لم يسبق لي أن رأيت أجسادا مكتملة؛ طوال كأشجار النخيل، شقر ومتوردين. يرتدي كل رجل ثوبا يغطي جزءً من جسمه ويترك الجزء الأخر حرا من أجل الحركة. كان الرجل منهم يحمل فأسا وسيفا من النوع الفرنجي بالإضافة إلى سكين. تغطي الوشوم جسده من طرف الأصبع إلى الرقبة…يشربون الخمر بإفراط ليلا ونهارا”.

يقول ابن فضلان عن نسائهم:

يضعن عقودا من الذهب والفظة حول أعناقهن. يشتري الرجل قلادة لزوجته إذا اكتسب عشرة ألف درهم وقلادتين إذا اكتسب عشرين ألف درهم؛ يشتري قلادة عن كل عشرة ألاف إضافية.

كان الروس وثنيون يعبدون الأصنام. لدى وصول سفنهم إلى بلغار (Bulghar) على ضفاف الفولغا:

يذهب الجميع إلى الشاطئ محملين بالخبز واللحم والبصل والحليب والنبيذ صوب تمثال مستقيم من الخشب له وجه مثل الإنسان… يسجد الروسي أمامه ويقول: ‘يا إلهي لقد عدت من أرض بعيدة ومعي مثل هذا العدد من الجواري وكذا وكذا من فرو السَّمُّور’، ويشرع في عَدِّ سلعه. ثم يقول،’ لقد جلبت لك هذه الهدية… وأرجوا أن ترسل لي تاجرا بدراهم ودينارات عدة، يشتري بضاعتي والذي لن يختلف معي حول السعر.

يذكر ابن فضلان أن هؤلاء الروس هم أقذر مخلوقات الله وأنهم لا يغسلون أيديهم بعد الأكل. يغسلون وجوههم ورؤوسهم يوميا بالطريقة التالية: 

تأتي جارية كل صباح تحمل حوضا كبيرا مملوءً بالماء. تُسلم الحوض إلى سيدها الذي يشرع في غسل يديه ووجهه. ثم يغسل شعره ويمشطه في الحوض وبعد ذلك ينظف منخريه ويبصق في الحوض… وبعد ذلك تمرر الجارية الحوض إلى الرجل المجاور الذي يفعل نفس الشيء. وتمضي في تمرير الحوض على جميع الرجال في المنزل وهم يكررون نفس العملية.

إذا مرض أحد الروس يتم تركه في محل معزول، ويزود بالخبز والماء إلى حين تعافيه، إثر ذلك يعود إلى ذويه، أما إذ لم يتعافى فإنه يحرق.

شَهِد ابن فضلان الطقوس الجنائزية لأحد الروس البارزين الذي تم إحراق جثته رفقة إحدى جواريه في سفينة وُضع فيها الطعام واللحم وأسلحته أيضا. قدَّمت عجوز سمَّاها ابن فضلان “ملاك الموت” الجارية على أنها ضحية لسيدها. وُضِعت الجارية إلى جنب سيدها، طُعِنَت حتى الموت وأُحْرِقت السفينة حتى صارت رمادا. خاطب أحد الروس الحاضرين ابن فضلان، من خلال مترجم:’ أنتم أيها العرب أغبياء؛ تَدفنون أشخاصا تُحبّونهم وتُقدّرونهم تحت التراب ليأكلهم الديدان. نحن نحرق أحبائنا ليدخلوا الجنة في لحظة واحدة’.

تعتبر رحلة ابن فضلان “ذات أهمية تاريخية وجغرافية وإثنوغرافية كبيرة إذ تُظهر أنه كان يتمتع بدقة الملاحظة استثنائي وعقل متدبر قاده إلى تدوين معلومات في غاية الأهمية حول الروس.

تلخيص المترجم

تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على العلاقة التي كانت تجمع بين الفايكنج والمسلمين في الماضي البعيد في محاواة لفهم جانب من علاقة المسلمين بشعوب أوروبا في العصور الوسطى. خلال عصر الفايكنج امتدت أراضي المسلمين شرقا وغربا وغطت مساحات كبيرة من أفريقيا حتى حدود آسيا إلى أن وصلت إلى أوروبا في الأندلس حيث حكم المسلمون حوالي ثمانية قرون. أغار الفايكنج على الأندلس من ناحية المحيط الأطلسي وصولا إلى اشبيلية، ولكن بعد مدة قصيرة طردهم جيش عبد الرحمن الثاني، وطلب الفايكنج الهدنة والصلح. 

خلال هذه الفترة، ازدهرت التجارة بين الفايكنج والمسلمين وقامت على نظام المقايضة مقابل البضائع. كالفراء والعسل والجلود والعاج والأسماك وغيرها، كما حرص العرب المسلمون على الحصول على البضائع الإسكندنافية من الفايكنج مثل القبعات والمعاطف المصنوعة من فرو الثعالب السوداء – وهي واحدة من أغلى الفراء -، وكذلك عبيد السلاف. وفي الواقع فإن عمليات الحفر والتنقيب في كثير من المناطق الإسكندنافية في الوقت الحاضر أسفرت عن العثور على آلاف القطع من النقود العربية مخبأة في مناطق بحر البلطيق وروسيا، حيث كانت تستخدم كعملة مشتركة في مناطق أيرلندا وشمال إنجلترا من القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر الميلادي.

وفي هذا الإطار، يؤكد كاتب المقال إـن المصادر العربية الإسلامية هي السباقة والشاملة والأكثر وثوقا للتاريخ الأولي للفايكنج. ومن أبرز هذه المصادر العربية الأولى بعثة الغزال الأندلسي إلى بلاط ملك الفايكنج في إيرلندا وبعثة ابن فضلان إلى ملك البلغار في ضفاف نهر الفولغا. يقدم الرحالتان وصفا دقيقا ومعلومات مهمة عن مجتمع الفايكنج وتجارتهم مع المسلمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published.