حدث سابقا حظر النفط العربي، وهو توقف مؤقت لشحنات النفط من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، وهولندا، والبرتغال، وروديسيا، وجنوب أفريقيا، وفرضته الدول المنتجة للنفط العربية في أكتوبر 1973 انتقامًا من دعم هذه البلدان لإسرائيل خلال حرب يوم الغفران، إذ تم رفع الحظر عن الولايات المتحدة في مارس 1974، بينما ظل الحظر على بقية البلدان لفترة أطول.
كانت أزمة حظر النفط أول أزمة نفطية تُسبب اضطرابًا في الإمدادات وارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، مما أدى إلى أزمة طاقة عالمية. دفع الحظر كلًا من الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية إلى إعادة تقييم اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، ما أدى إلى تغييرات واسعة النطاق في السياسات الداخلية للطاقة، بما في ذلك زيادة الإنتاج المحلي للنفط في الولايات المتحدة وتعزيز التركيز على تحسين كفاءة الطاقة.
في 6 أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا على إسرائيل في يوم عيد الغفران اليهودي. استطاعت القوات المصرية والسورية تحقيق مكاسب مبكرة عبر قناة السويس وهضبة الجولان، لكن إسرائيل سرعان ما قلبت الموازين، وخلال أسابيع قليلة تقدم الجيش الإسرائيلي إلى أراضٍ مصرية وسورية. سعت الدول العربية العضوة في منظمة أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) للضغط على الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المُسيطر عليها، فأعلنت خفضًا حادًا بالإنتاج ثم حظرًا على بيع النفط للولايات المتحدة وهولندا. حتى ذلك الوقت، كان دور أوبك محدودًا يقتصر على التفاوض مع شركات النفط العالمية لتحسين شروط الأعضاء.
ازداد العداء تجاه الولايات المتحدة بين أعضاء أوبك في السنوات التي سبقت الحظر بسبب إجراءات الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لتحفيز الاقتصاد الأمريكي البطيء، ومن بينها إصدار أمر بفصل الدولار عن قاعدة الذهب المعتمدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة وخسائر مالية كبيرة للدول المُصدرة للنفط التي تعتمد على الدولار الأمريكي. كما أسهمت الزيادة الضخمة في استهلاك النفط في الغرب ـ تضاعف أكثر من مرتين خلال الـ 25 عاماً السابقة ـ في تفاقم الأزمة، إذ اعتاد الناس فى الدول المتقدمة على البنزين الرخيص والأسعار المستقرة.
بعد فرض الحظر، ارتفع سعر برميل النفط إلى أربعة أضعاف بحلول عام 1974، وشهدت الولايات المتحدة أول نقص في الوقود وزيادة كبيرة في أسعار البنزين منذ الحرب العالمية الثانية. فرضت الحكومة الأمريكية تقنيناً في استهلاك الوقود وخفضت حدود السرعة لتقليل الاستهلاك. وقد نظر نيكسون بجدية في خيار العمل العسكري للاستيلاء على حقول النفط في السعودية والكويت وأبوظبي كحل أخير، لكن المفاوضات في واشنطن أدت في النهاية إلى رفع الحظر في مارس 1974.
Leave a Reply